نص رسالة إلى ابنى للصف الثالث

التعريف بالكاتب: - هو كاتب سوري ولد عام 1918م عمل أستاذا لعلم الاجتماع  وعلم النفس ومنحته سوريا وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة.

                                                               النص
بنى :
أولُ ما أُحبُّ أن أفتحَ عينك عليه حقيقةٌ مُهمَّةٌ وأساسيةٌ، ألا وهي تغيُّر الزمانِ، وتطوُّر العمر، والحقُّ أن الزمانَ كان دائمَ التغيُّر، أبديَّ التَّطور، لكنِّي أُريدك أن تلاحظَ أن تطورَ زمانِنا غَيْرَ تَطوُّرِ الأزمنةِ السابقة، وأن تغيّر عصرنا متسارعٌ بشكلٍ يكادُ يدير الرأس، ويضِيعُ التوَّازن.
إننا في هذه الأيام، نستقبلُ مع شروق كل شمس تغييراً جديداً، لا في معارفنا عنِ الحياة حولنا، ولا في المخترعات والمكتشفات والتطبيقاتِ العلمية التي نعيش في نعمائِها، ولا في الحقائقِ التى نعرفها عن ذواتنا فحسب، ولكن وبالإضافة إلى ذلك كله فى المواقفِ الاجتماعيةِ والمفاهيمِ الإنسانية والعَلاقات البشريَّة، وهى أمورٌ – لو علمت – بالغةُ الخطورة. ومن هنا كانت الحقيقةُ البارزة التي تقول: إن العلمَ والتعلمَ والتعليم هي المفاتيحُ الأساسية للحياة الإنسانية المتطلعة أبداً إلى ما هو أحسن.
أى بنى : لقد منحك الخالقُ – عزَّ وجلَّ – عقلا وأعطاك حريةً، ثم قال لك خُضْ معركةَ الحياة، فلماذا تتخلَّى عن هذين السلاحَيْن الماضيين؟ ! لماذا تُعَطِّل عقلَكَ، وتتنازلُ عن حريتك؟ وتتركُ نفسك ريشةً تتقاذفُها عواصف الحياة ورياح الصُّدَف؟ أفِدْ من عقلِك، فى صياغة أهدافِك فى الحياة، واحرصْ على حريتك فى اختيار طريقك فيها واجتهد في سبيل ذلك ودافع عنه.
اختيارك لعملك على أساسٍ من قدراتك وميولك وقيمة هذا العمل لمجتمعك، ومن واجبي أن أفتح بصيرتَك على حقيقةٍ مُهِمَّةٍ جدًّا فيما يخصّ عملك، وهي أن عصرَك الذى تعيشُ فيه عصرُ علمٍ وثقافةٍ وتخصّصٍ؛ إذن فلا غنى لك في عملك وإتقانك إيَّاه عن هذا التخصّصِ الدّقيقِ القائمِ على أساسٍ واسع من ثقافةٍ صحيحةِ، وهنا دَعْنِى أكشفْ لك سرًّا خطيرا، وأعني به سر السعادة، السعادة أيها الحبيبُ فى القيامِ بالعملِ الذي تحبُّ على الوجهِ الأكمل وبالجُهدِ الازم. حَذَارِ أن تظنَّ أن السعادةَ تطرقُ بابَ الكسلانِ، أو تأتي عن طريقِ الأعمال السَّهلةِ، أو تنبعُ من الأعمالِ الروتينية، وما كانت الأخلاقُ - ولا يمكنُ أن تكون - مجردَ قواعدَ وأوامرَ وزواجرَ، وإنما هي - قبل كل شيء - عقيدةٌ وإيمانٌ، ونيَّةٌ وموقفٌ. ولا تفهمْ من كلامي أبداً أن تستهينَ بالقواعدِ والأوامرِ والنواهي، ولكن افهم أن الأعمالَ بالنيّات، وأن الخُلُقَ الحسن فى سلامةِ النيةِ وحُسْن الطَّوِيَّةِ، وطيبِ المعاملة.  حاسبْ نفَسك، وانظرْ فى أعمالِك وأقوالِك، دِّققْ فى مواقِفِك ودوافعك، وقِفْ من هذا كلِّه موقفًا موضوعيًّا لا يقبلُ التبرير، ولا يلتزمُ التزمتَ. إنَّ من صميم الأخلاق الفاضلة أن يتطابقَ قولُك وعملُك فى حدودِ الاستطاعةِ البشريةِ، وأن يتوازنَ عدلُكَ ورحمتُكَ، وأن يتعاونَ حقُّك وواجبُك، وأن تتناسقَ حريتُك وحريةُ الآخرين وهكذا.
ولدى العزيز : صحتُك - يا بنيَّ - شرطٌ رئيس لتحقيقِ جميعِ ما حدّثتُك عنه، ودعوتُك إليه. وطلبُ العلمِ جُهْدٌ ومشقَّةٌ، والتزامُ أوامرِ الأخلاقِ ونواهيها يُكَلِّفُ الجسد أَعباءً جِساماً. وخدمةُ الوطنِ والإنسانيَّةِ تقتضي من الجسم عرقاً وكدًّا؛ فاحرصْ على التَّمتُّع بالصَّحة الجيدة، ولو سألتَني عن سرِّ الصِّحة الطيبة لقلتُ لك: إنه الاعتدالُ والقَصْد. اِلْعَبْ يا بنى، اِلعبْ فى كلِّ عُمْرٍ، وجدِّد قُواك بالرياضة، وإلا فإنَّ هذه الآلةَ الرائعةَ المسمَّاة جسدك ستفنَى وتَخْتَل.أما الهوايات فأنا أعرفُ أن لك بعضَها، من مثِل: القراءةِ،وجمعِ الطوابع، ولا تنسَ أن تكونَ مَرِحاً متفائلا .
وبعدُ أيُّها الولدُ الحبيبُ: لقد أَطَلْتُ عليك، ولكننى أحببتُ أن أُحدِّثكَ عن كلِّ ما اعتقدتُ أنَّ من واجبي أن أبسطَه لك، وأن أبصِّرَك به، وإني لأعلمَ علمَ اليقين أن حياتَك ملكُكَ وأنَّكَ أنت الذي ستحياها وبطريقتك؛ ولذلك فما أردتُ فقط أن أفرضَ عليك مفاهيمي وطريقةَ تفكيرى ونمطَ حياتي، معاذَ الله، متَّعَكَ الله بالسَّعادة، وجنَّبك مزالقَ الحياةِ، وعصمك من الزَّلل، وجعلك عضواً نافعاً لمجتمعك، لائقاً بإنسانيتك.

شرح النص

" تغير الزمان وتطوره وأثر ذلك على الحياة "

بنى :

" أولُ ما أُحبُّ أن أفتحَ عينك عليه حقيقةٌ مُهمَّةٌ وأساسيةٌ، ألا وهي تغيُّر الزمانِ، وتطوُّر العمر، والحقُّ أنالزمانَ كان دائمَ التغيُّر، أبديَّ التَّطور، لكنِّي أُريدك أن تلاحظَ أن تطورَ زمانِنا غَيْرَ تَطوُّرِ الأزمنةِ السابقة،وأن تغيّر عصرنا متسارعٌ بشكلٍ يكادُ يدير الرأس، ويضِيعُ التوَّازن.


إننا في هذه الأيام، نستقبلُ مع شروق كل شمس تغييراً جديداً، لا في معارفنا عنِ الحياة حولنا، ولا فيالمخترعات والمكتشفات والتطبيقاتِ العلمية التي نعيش في نعمائِها، ولا في الحقائقِ التى نعرفها عن ذواتنافحسب، ولكن وبالإضافة إلى ذلك كله فى المواقفِ الاجتماعيةِ والمفاهيمِ الإنسانية والعَلاقات البشريَّة، وهىأمورٌ –
لو علمت –
بالغةُ الخطورة. ومن هنا كانت الحقيقةُ البارزة التي تقول: إن العلمَ والتعلمَ والتعليم هي المفاتيحُ الأساسيةللحياة الإنسانية المتطلعة أبداً إلى ما هو أحسن."


لغويات 

الكلمة	معناها	الكلمة	معناها
بني	يا ابني وجمع بُني بَنيّ	أول	بداية ج أوائل
أفتح عينيك	أبصرك به وأعلمه لك	فحسب	فقط
بالغة الخطورة	في غاية الخطورة	دائم	مستمر × متقطع
تغير الزمان	انتهاء العصر أو جزء منه	متسارع	سريع ومتعجل × متباطئ
يدير الرأس	يسبب الذهول	أساسية	أصلية × ثانوية
التطبيقات	التصميمات	ذواتنا	أنفسنا م ذات
أمور	شئون م أمر	البارزة	الواضحة × الخافية
أبداً	على مدى الدهر	المتطلعة	الراغبة

الشـــــــــــــــــــــــــرح:-

يريد الأب أن يقدم النصيحة لابنه لأنه صاحب خبرة
كبيرة في الحياة فيقول له أنه :

يريد أن يلفت نظره
إلى أن الزمان يختلف وتتوالى الأجيال , وأن سنين العمر تتطور , إلا أن الزمان الذينعيشه اليوم يختلف في تطوره عن الأزمنة السابقة ؛ حيث يسير في خطا سريعة مندفعةإلى الأمام تثير الدهشة .  والدليل على ذلك أننا كل يوم نفاجأ بالاكتشافات الجديدةولذلك كان العلموالتعليم أهم الركائز الأساسية التي تبحث عن الجديد وتتطلع إلى الأفضل .


الجماليات:- 

-
بنى : أسلوب نداء حذف
حرف النداء للدلالة على الحب و القرب من القلب .
-
أولُ ما أُحبُّ أن
أفتحَ عينك عليه حقيقةٌ مهمة : شبه الحقيقة بشيء مادي يُرى.

تغيُّر الزمانِ - وتطوُّر العمر : ترادف للتوكيد ومثلها دائمَ التغيُّر- أبديَّ التَّطور : ترادف للتوكيد

عصرنا متسارع بشكل يدير الرأس و يضيع التوازن : تعبير يدل على شدة التغير
- يدير الرأس - يضيع التوازن : ترادف للتوكيد إننا في
هذه الأيام : أسلوب مؤكد بإن

تستقبل مع شروق كل
شمس تغييرًا جديدًا : تعبير جميل يوضح
أن الزمان في تغير مستمر.

لكن : تدلعلى الاستدراك لمنع الفهم الخاطئ

وهى أمورٌ – لو
علمت – بالغةُ الخطورة: ( لو علمت ) جملة اعتراضية للتوكيد و التنبيه


إن العلمَ والتعلمَ والتعليم هي
المفاتيحُ الأساسية للحياة : شبه العلمَ والتعلمَ والتعليم بالمفاتيح ، و أسلوب مؤكد بإن .


  العقل والحرية سلاحان ماضيان في تحديد المستقبل:-


" أى بنى : لقد منحك الخالقُ – عزَّ وجلَّ – عقلا وأعطاك حريةً، ثم قال لك خُضْ معركةَ الحياة، فلماذاتتخلَّى عن هذين السلاحَيْن الماضيين؟ ! لماذا تُعَطِّل عقلَكَ، وتتنازلُ عن حريتك؟ وتتركُ نفسك ريشةً تتقاذفُهاعواصف الحياة ورياح الصُّدَف؟ أفِدْ من عقلِك، فى صياغة أهدافِك فى الحياة، واحرصْ على حريتك فى اختيار طريقك فيها واجتهد في سبيل ذلك ودافع عنه."


لغويات :

الكلمة	معناها	الكلمة	معناها
منحك	وهبك وأعطاك × سلبك	خض	اقتحم
تتخلى عن	تترك	تتقاذفها	ترميها بقوة
عواصف الحياة	أحداثها ومصائبها	الصدف	جمع صدفة وهي التلاقي على غير موعد
صياغة	تشكيل	تتنازل عن	تترك

الشـــــــــــــــــــــــــرح

· لقد أمرك الله يا بني أن تقتحم
معركة الحياة بما فيها من أعباء ومسئوليات مستنداً إلى ما أعطاك الله من عقل تفكر
به وما وهبك من حرية تبحث لك عن الصالح العام , فلا تتخلَ عن هذين السلاحين
اللازمين لك في تحديد مستقبلك ولا تقبل الذل فتصبح خاضعاً لظروف الحياة وأعبائها .
الجماليات :-

أي بني : أسلوب نداء للدلالة على الحب و القرب من القلب .

لقد منحك الخالقُ :
أسلوب مؤكد بـ لقد

فلماذا تتخلَّى عن هذين السلاحَيْن الماضيين؟
!: أسلوب استفهام للتعجب

تتركُ نفسك ريشةً : شبهالنفس بالريشة

أفِدْ ، احرصْ ، اجتهد : أفعال أمر للنصح و الإرشاد

أسئلة مجابة
س : ما الحقیقة المھمَّة التي أراد الكاتب أن یفتح عین ابنھ علیھا ؟
ج : تغیُّر الزمان وتطور العمر .
س : ما طبیعة تغیُّر عصرنا ؟
ج : تغیُّر عصرنا متسارع بشكل یكاد یدیر الرأس ویضیع التوازن .
س : ما المجالات التي یشملھا تغییر العصر ؟
ج : المخترعات والمكتشفات والتطبیقات العلمیَّة التي نعیش في نعمائھا ، والمواقف الاجتماعیَّة
والمفاھیم الإنسانیَّة والعلاقات البشریَّة.
س : ما أھمیَّة العلم والتعلم والتعلیم ؟
ج : إنَّ العلم والتعلم والتعلیم ھي المفاتیح الأساسیَّة للحیاة الإنسانیَّة المتطلعة أبداً إلى ما ھو أحسن
س : لماذا منح الله – عزَّ وجلَّ – الإنسان العقل والحریَّة
ج : لیخوض معركة الحیاة .
س : بم نصح الكاتب ابنه في الفقرة ؟
ج : ألا یعطل عقله ولا یتنازل عن حریَّتھ ، وأن یستفید من عقلھ في صیاغة أھداف الحیاة .